قَبْل كُل بَدْء .
يَتَوَجَّب بَل يَسْتَلْزِم
أَن أَقُوْل :
سَلَام .. سَلَام عَلَيْكُم
وَمَحَبَّة مِنِّي لَكُم .. مِن الْقَلْب الَى الْقَلْب
وَحَتَّى الَى الَّذِيْن كَانُوْا بَعْدِهِم أَشْهَي الَيْنَا مِن الْقُرْب
نَقُوُل لَهُم ..وُدَّكُم لَايَزَال يَسْكُن بَيْن الْجَنْب وَالْجَنْب
يَتَحَتَّم عَلَيْك .. أنْ
يَتَحَتَّم عَلَيْك
أَن تَنْفَرِد فِي الْنَّظَر
أَن تَتَقَمَّص شَكْل نَفْسَك بِلَا أَقْنِعَة
لِتُمَيِّز شُعْبَة قَلْبِك مَاهِي
ثُم تُعْلِن فِي الْحَاضِرِيْن الْحَدَّاد
وَتَقُوْل رُبَّمَا كُنْت الْآتِي
رُبَّمَا كُنْت أُغْنِيَاتِي الَّتِى تَلِج الْمُسْتَحِيْل
رُبَّمَا كُنْت أَنْتُم .. بُلاتُخُوْم
وَالَرُّبَّمَات الْكُبْرَى
أَن جَنَّتَك فِي الْرَّمَاد .. جَنَّتِك فِي الْمِدَاد
تَقُوْل لَك :
يَتَحَتَّم عَلَيْك
أَن تُجَرِّب الْعَلَاقَة الزَّائِفَة
مَع كُل الْوُجُوْه الَّتِى تَعْرِفْهَا
وَالَّتِى لاتَعَرُفَهَا
الَّتِى بَقِيَت مَعَك
وَالَّتِى رَحَلَت .. الَى الْوِجْهَة الْغَائِبَة
وَلاتَندُم ان كُنْت لَدَيْهِم هِوَايَة
جَمَعُو اسْمُك بَيْن قَوَائِم احْبَتِهُم
وَجَمَعْت أَنْت أَطْنَان الاكَاذِيب عَنْهُم
وتَسَاوَيْتم ... بِالْحُلْم وَالَّذِكْرَيَات
تَمْتَهِنُون الْأَسْئِلَة مِن الْجِرَاح
وَتَسْتَقْبِلُوْن مَعَارِف .. اخَرِيْن
بِلَذَّة الْمَجْزَرَة الَّتِى كَانَت بَيْنَكُم
كَأَنَّهَا مَوْسِم لِلْطُّيُوْر الْمُهَاجّرة
يَتَحَتَّم عَلَيْك
أَن تَكْشِف لَوْن احَاسِيِسُك
بِكُل نُقْطَة عُبُور لِقُلُوْب احِبَّتِك
كَمَا تَكْشِف بِطَاقَة هُوِيَّتِك
بِكُل حَاجِز أُمَنِّي يُنْصَب لَك
وَأَن تُفْهَم جَيِّدَا عُمْق لُغَتك وَمَعَانَيك
لَعَل تُصِاب بِتَوَغُّل الْكُرْه بِجَسَدِك
فَيُرْكَض فِيْك كَحَيَوَان مُفْتَرِس
يَأْكُل بِدَايَّة كُل مَعَانِي الحَّيَاة الْصَّادِقَة
الَّتِى تَتَزَاحَم فِي عُرُوْقِك
فَيَنْزِف مِنْك الْدَّم نَافِر
وَيَقُوْل لَسْت مِنْك .. أَنَا بَرِي مِنْك
الَيْك عَنِّي .. الَيْك
يَتَحَتَّم أَن تُفَسِّر أَسْرَارَك
الَّتِي تَسْتَبِد بِهَوَاجِسِك
وَتَلْحَق بِك الْاذَى
حَتَّى لاتَفِيق بِيَوْم
عَلَى أَنَّك الْوَقْت الْمَاضِي
أَنَّك وَحْدَك لَحْظَة الْصِّدْق
الْمَمْدُوْدَة عَلَى جِسْر الْنَّدَم
أَنَّك غَفْوَة اسْتَفَاقَت مُتَأَخِّرَة
بَعْدَمَا انْتَهَت الْنَّاس
مِن بَوْح الْرُوْح ..
وَأَصْبَحَت اهْتِمَامَاتِهَا الْقُصْوَى
انَّك .. وَلَا أَحَد .. بَيْنَهُم
سِوَى ذِكْرَى .. وَكَلَام كَالْجَمْر
يَتَحَتَّم عَلَيْك
زَرْع الْاخْلاق الَّتِي فِيْك
بِكُل الْجُثَث الَّتِى حَوْلَك خَامِدَة
يَتَحَتَّم عَلَيْك زَرْع الْافْعَال الْحَمِيْدَة
كَنَبَات مُثْمِر .. غَرَس الْكَلَام الْجَمِيْل
كَشَجَرَة طَيِّبَة تَؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِيْن
يَتَحَتَّم عَلَيْك صُنْع هَذِه الْبِدَايَات
وَأَنْت الْمُبْهَم فِي الْأَنَا ..
الْمُسْتَلْقِي فِي الْذَّات بِصَمْت
سَاقِطا فِي غُمُوْضِك الَى الْصَّفْو
مُتَّكَأ عَلَى الْصَّبْر ...
نَاهِضا فِيْك الْوَجْد وَالْوَلَه
يَتَحَتَّم عَلَيْك
ان لَا تَكُوْن الْفِكْرَة الْغَامِضَة
فِي الْمَرْأَة العاكِسة
الَّتِى تَعْكِس سُوَء فَهُم الْنَّاس لَك
يَنْبَغِي أَن لَاتَكُوْن الْسَّطْر الْخَطَأ
فِي رِسَالَة دُنْيَا كَاذِبَة
أَن لاتُصْبح لِغَيْرِك .. طُرُقَا مُبْهَمَات
تَتَقَاطَع فِيْهَا الْنَّوَايَا .. الْخَبِيْثَة
لِلْيَسَار يَمِيْنَا .. { وَمَن الْيَمِيْن يَسْارا
تَخُوْض الالْسِنَة فِي الاعْرَاض
وُصُوْلَا .. الَى مَحَطّات .. الْأَنَا و الْأَنْت}
يَتَحَتَّم عَلَيْك
اذ أَنْت تَشْتَهِي قَتْل الْشَّيْطَان
ذِي الْعَثَرَات فِيْك ..مَاذَا عَلَيْك
أَن تُجِيْد الْخُطَى اللّائِقَة بِمَا لَدَيْك
ان تَشْتَهِي غَلْق رَوْحَك عَن الْفَرَاغ
و مَلَأَهَا بِكَلَام الْرَّحْمَان
فَتَصْحُو عَلَى شِفَاهِك أَحْلَام شَاهِقَة
تَمْنَحُك احْتِمَال تَجْسِيْد رُؤَاك
الَى ايْمَان الْسُّؤَال
لِمَاذَا يَتَحَتَّم عَلَيْك وَحْدَك
اكْتِشَاف الْاشْيَاء بِسَلْبِيَّة مُفْرِطَة
وَأَنْت مَعَك رَب بِكُل حِيْن
يُبْهَجك بِمَا لَاتَدْرِي .. مِن أَيْن